يحكي أن شابا أحب فتاة في النجع وعرف قصة حبها الصغير والكبير وعندما تقدم لخطبتها رفضه أهلها لأنه فقير وراقد ريح كيف ما يقولوا عندها أصر صاحبنا علي السفر للبحث عن المال ومن ثم العودة لخطبتها من جديد .. وقبل السفر قابلها وتحدث معها بالخصوص وطلب منها ألوفاء بالعهد وانتظارها حتي عودته ودار بينهما حوار شـا ئق حيث قال لها :
(((((((((0اصـحــي يا عزيز غـلاي إلا غلاك هـو راس حـاجــتي )))))))
فردت عليه قائلة :
((((غـــلاك ما تخاف عليه مصيون بين عيني وهدبها ))))
قال : مازلت خايف، فقالت له :
أيموتوا اللي حيين
وايعيشوا المدفونين
ويبيد عظم تاسع جيل
ولاغلاك جا دونــه غـــــــلا
فقال لها :مازلت خايـف، فقالت له :
غــلاك ما تخاف عليه ستين تامجه حايطات به
عندها تأكد لصاحبنا أصرارها عليه.فودعها وركب جمله والدمع ينهمر من عينيه وغنى وقال :
علي افراق حازه موح العين جا طقارير دمها
غاب صاحبنا فترة ثم حضر اليه أحد أهل النجع فسأله عن أحوال محبوبـته فقال له انني في ألايام القليلة الماضية رأيتها في فرح عائـلة فلان تضحك وتمرح مع الفتيات فكتب صاحبنا غناوة علم وبـعـثــها لها تــقول الغناوة :
أزهـاك في غيابي نقص الحزن بـيـنا مارة غـــــلا.
أي ان فرحك وضحكك يجب الا يكون في غيابي ومن المفروض أن تكوني في حالة حزن حتى عودتي اليك وهذا هو خير دليل على حبك لي .لكن الفتاه كانت علي درجة كبيرة من الذكاء فـردت عليه بهذه الغناوة :
قواعد أركان العقل يا علم وراك راجن الكل
أي بمعنى أن غيابك عني جعلني أفقد التوازن وأصبحت في حالة’ نفسية عصيبة لا أفرق بين الضحك والبكاء.ولكن ماذا حصل بعد هذا كله؟ بعدفترة عاد صاحبنا من سفره وأحضر معه الهدايا والأموال عاقدا العزم علي الجوازمنها ولما أشرف علي النجع لاحظ أن هناك تجمعا حول بيت محبوبته فانتابه الفزع ودارت في نفسه عدة أسئل..هل تزوجت؟ هل حصل لأفراد أسرتها شئ؟وأخذ يقترب رويدا رويدا حيث تأكد أن هناك فرحا وارتفعت فيه غناوي العلم والمجاريد والزغاريد… وتأكد له أنـه فرح محبوبـته…وبكى صاحبنا بكاء شديدا ولكنه أصر علي الذهاب للفرح والمشاركة فيه وفاء منه لها وعند حضوره طلب منه أصحابه غناوة علم فـقال:
غـلاي كيف ديل عليه حـتى تامجه ما حاربت
أي هذه الغناوة كانت ردا على أخر غناوة سمعها منها قبل سفره عندما سمعت العروس الغناوة وعرفت أن فلانا حضر من سفره خرجت من العرس في حالة هستـيرية تغني وتقول:
رانا عليك ارجوع أبقـى عـزيـب ما تامن لحـــــد
أي بـمـعـنـي هـا أنا راجعة إليك وما زلت علي عهدي معك وهنا يتضح أن أهلها أجبروها علي الزواج بعد غياب محبوبها ولم يتم الزفاف القائم بل تزوجها صاحبنا