kaled
تاريخ التسجيل : 29/04/2010 عدد المساهمات : 1065 نقاط : 7807
بطاقة الشخصية الاعضاء:
| موضوع: قصة البئر المهجور التي أبتلعت (خيرة) الشباب الأحد ديسمبر 26, 2010 7:49 pm | |
| قصة البئر المهجور التي أبتلعت (خيرة) الشباب بئر " المُوْلِي " .. وإبتلاع (خيرة) الشباب !! وحيثيات القصة تعود لإعتزام عدد من أبناء الحوامد بالزيغن وهم شباب في مقتبل الثلاثينات بإعادة حفر بئر تخصهم تسمى: (بئر المُوْلِي) ، كانوا يستغلونها للشرب والغسل ـ كسائر أهل المنطقة ـ قبل أن تهجر ، وفي وقت الظهيرة تماما حيث كان المجتمعون يتأهبون فيه للنزول للبئر وبداية الحفر، أصَرْ بعضهم على تناول وجبة الغذاء أولا ومن تم الشروع في مباشرة العمل ، إلا أن " عناد " البعض الآخر كان سيد الموقف بحجة أن " النهار قصير" ولا ينبغي المماطلة ، وفي هذه الأثناء قام المواطن/عبد السلام بن عبد الله بن سليمان برمي "عدة الشغل" (كالفأس والبالة والسطل) في البئر أولا ، وتأهب للنزول على أمل أن يلحقه الآخرين تباعا وعند وصوله للأسفل بدأت المأساة ، التي استدعت نزول شقيقه/الزروق بن عبد الله بن سليمان بعد أن تأكد الجميع بأن عبد السلام لم يستجيب لنداءاتهم المتكررة ، وبعد أن تعالت إستغاثاث الرجال وصرخات النساء التي رددت أصداؤها مختلف الأرجاء ، وأستنفرت بموجبها القرية بشيبها وشبابها ليتضح للجميع بأن الزروق أيضا لاقى نفس المصير الذي واجه أخيه ، وفي محاولة يمكن أن يطلق عليها إنتحارا ورغم تأكد الجميع بأن الموت قد لحق بالأخوين الشقيقين ، قام إبن عمهم/ عبد الرحمن بن حامد بن الأمين باللحاق بهم على أمل إنقاذهم ولكن لحاقه بالرفيق الأعلى كان أقرب لهم جميعا .. ( لاحياة وراء الأصحاب ) كم هو رائع وجميل أن ترى إنسان يضحي بجهده وماله من أجل إسعاد الأخرين أو العمل على تخليصهم من مأزق أو ضائقة تساهم في تخفيف الأعباء عنهم ، وهذه الأشياء لا تحدث إلا في مجتمعات تسودها الفضيلة والقيم النبيلة ، ولكن الأروع هو أن تجد من يرمي بنفسه للتهلكة ويخاطر بها بهدف إنقاذ أحباءه وأعزائه ، وهو ما قام به بالفعل المواطن/ عبد السلام بن أحمد بن ضو * من أبناء الجوازي بالزيغن ، عندما شاهد بأم عينيه أخواله وأعز أصدقائه وهم يتساقطون في البئر الواحد تلو الأخر ـ كثمار الخريف ـ ، عندها تدفقت الدماء " الحَارْةَ " في سائر جسده وصرخ بأعلى صوته : (لا حياة وراء الأصحاب) ، وفي أشبه بالانتحار قام على الفور برمي نفسه بالبئر للحاق بهم ، ليقدم بذلك درسا مستفادا في التضحية من أجل الآخرين ، هذا الموقف المشرف ومثيلاته في التضحية لا ينكره أو يتنكر له إلا الجاحد أو الناكر للجميل ممن لا يضع قدرا لمعادن الرجال ، وشاهد حي يجسد روح الألفة والمحبة والتضحية لأبناء مجتمعنا ، الذين ـ كانوا ولا يزالون ـ كالجسد الواحد إذا أشتكى أي عضوا منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. إنعدام الأكسجين .. ووجود أول أكسيد الكربون
و"خرافة " الجان الذي ( كَسْرَ رقابهم ) !!
ولأن اغلب السكان ـ آنذاك ـ كانوا على سجيتهم وعفويتهم الشديدة وثقافتهم العلمية المحدودة التي قادتهم للإعتقاد الراسخ بأن البئر (مسكونة) ، وأن عائلة الجان كانت مجتمعة على تناول وجبة الغذاء لتتفاجأ بسقوط الفأس على رأس طفلهم ، وأدى إلى تهشم جمجمته الأمر الذي دفعهم للأنتقام سريعا بكسر رقبة كل من ينزل للبئر ، الأمر الذي تطلب تدخل الأخوين/ الشعاب ، وبركة بن إبراهيم للنزول للبئر لإنتشال الجثث الأربع ، لكونهما (محصنين) بالأحجبة والتماتم التي تحول دون أن يعترضهم الجان أو يمسهم ، إلا أن التحليل العلمي والمنطقي يرجع أسباب هذه الكارثة المأساوية لإنعدام الأكسجين داخل البئر ، وإحتوائها على أول اكسيد الكربون السام نتيجة ركود الماء وتكون طبقة عازلة على مر السنين . فهل نستلهم العبر والدروس المستفادة من مثل هذه القصص ، التي تعكس أصالة وشهامة ومروءة الآباء والأجداد ونترجمها إلى وقائع ملموسة في تعايشنا اليوم ؟؟ الهوامش : ـ قصة مُشَرِفَةَ لمأساة واقعية شهدتها قرية الزيغن بمنطقة وادي البوانيس عام 1943 ف .
| |
|
لمعان الؤلؤه
تاريخ التسجيل : 07/08/2010 عدد المساهمات : 183 نقاط : 5633
| موضوع: رد: قصة البئر المهجور التي أبتلعت (خيرة) الشباب الأربعاء فبراير 09, 2011 3:14 pm | |
| مشكور على الموضوع القيم و المتألق دائما......... تقبل مرورى "لمعان الؤلؤه" | |
|