نكتة وتعليق
1-الحق يبقى حقا مهما حاولنا تغييره :
رأى الأبُ ابنَـه الصغير الذي يدرسُ في الابتدائي , رآه يتوضأ ثم يجلس
متأدبا في مكان ما ويتجه بوجهه إلى القبلة ويدعو بما يلي ويؤكد على الدعاء "
يا رب اجعل 7 + 9 = 10 , يا رب اجعل 7 + 9 = 10 , يا رب اجعل 7 + 9 = 10 "
, فتعجب الأبُ من هذا الدعاء الغريب ومن إصرار الولد عليه فسأل ابنه " ما
هذا الدعاء العجيب يا ولدي ؟! " , فأجاب الولدُ " لقد كتبتُ هذه النتيجة
الخاطئة اليوم في الامتحان بالمدرسة "!!!.
التعليق :
إن الحق يبقى حقا إلى يوم القيامة مهما سماه الناس باطلا . إن الصلاة
والصيام والزكاة والحج والصدق والوفاء والأمانة و ... كلها حق مهما انحرف
الناس عنها ومهما سموها بأسماء أخرى .
وإن الباطل سيبقى باطلا إلى يوم القيامة مهما سماه الناس حقا . إن الخمر
خمر وهي حرام مهما سماها بعض الناس مشروبات روحية أو مشروبات بدون كحول أو
... وإن الكذب حرام مهما سماه بعضهم " كذبا أبيضا " أو
" قفازة " أو " شطارة " أو ... وإن الزنا ومقدماته حرام مهما اقترفها ناس
واعتبروها أمورا عادية ولا بأس بها ومهما سموها بغير أسمائها الحقيقية ...
وإن الربا حرام وإثم وعدوان مهما سماه ناس " تجارة " واعتبروه حلالا .
يا ليت الناس يعودون أنفسهم الصدق مع الله أولا ثم مع أنفسهم :
ا - يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول خداع الناس اليوم لا يمكن أن يخدعهم دوما وأبدا .
ب- يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول أن يخدع الناس إنما هو يخدع في النهاية نفسه بالدرجة الأولى .
جـ- يا ليتهم يعلمون بأن الذي يحاول أن يخدع الله يجب أن يكون
على يقين بأن الله لا يخدع أبدا ولو للحظة واحدة من الزمان .
د- ثم يا ليتنا نعود أنفسنما جميعا على " حاسبوا أنفسكم قبل أن
تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن
تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم
خافية " كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
إن الحق سيبقى حقا وإن الباطل سيبقى باطلا , ومهما حاولتَ أيها التلميذ أن
تجعل ال 7 + 9 = 10 , فلن تستطيع ذلك أبدا , لأن النتيجة في الحقيقة
والواقع وعند كل العقال هي 16 , وليس بإمكان بشر عاقل أن يغيرها ويحولها
لتصبح إلى 10 . هذا مستحيل ثم مستحيل .
2- قول الكلام البذيء الفاحش :
دخل الولد على أمه بسرعة في غرفتها وقال لها
" أمي , أمي , صديقي سمعتُ منه كلمة كبيرة .
الأم : أية كلمة هذه ؟
الولد: " لا أتجرأ أن أقولها لك" . ثم أضاف قائلا " قولي لي يا أمي , قولي
لي أنت كل كلمة جريئة تعرفينها , وسأوقـفك عندما تنطقينها "!.
تعليق :
1-كلمة " كبيرة " و " جريئة " تعني عندنا في ليبيا " كلمة كبيرة في السوء " , أي لا يجوز أن تقال .
2-الولد الذي يسمع الكلام البذيء ولكن لا يجرؤ أن يقوله لأهله أو لمن يحبه
من الناس , هو ولد فيه خير وعنده حياء وإيمان . وهذا أفضل بكثير بطبيعة
الحال من الذي ينقل كل ما يسمع .
3- أنتَ عندما سمعتَ الكلام الفاحش قد تكون معذورا شرعا , لأنك قد تكون
سمعـتَـه بدون قصد أو إرادة منك , ولكنك عندما تنقله للغير فإنك غير معذور
شرعا مهما كانت نيتك حسنة وطيبة ونظيفة .
4- يجوز قول الكفر : إن كان نقلا عن الغير , كأن نقول :
* قال فلان " الله غير موجود " .
* قال آخر " الله ليس قادرا على أن يحيي الموتى " .
* قالت النصارى " الله واحد وثلاثة في نفس الوقت" .
وهكذا ... كل هذا النقل عن الغير جائز لنا ومباحٌ وحلالٌ , وليس فيه أي حرج من الناحية الشرعية .
ومنه فقائل الكفر كما هو معروف ليس بكافـر . ومع ذلك ننبه إلى أننا عندما
ننقل الكفرَ عن الغير يجبُ علينا أن ندحضَه ونُكذبَـهُ ونُبين عقوبةَ
قائلِِـه , ولا نكتفي بالنقل فقط .
وأما الكلام البذيء والفاحش فلا يجوز قوله : ولو كان نقلا عن الغير . هذا
لا يجوز , وهو حرام مهما كان نقلا عن الغير , ومهما كانت نية الناقل حسنة
وطيبة , ومهما كان المتكلِّم وحده في غابة لا يوجد معه أحد , أو مهما كان
الرجل يتحدث بالكلام الفاحش ولو مع زوجته فقط مثلا .
5- من صفات الصاحب والصديق المؤمن ( كامل الإيمان ) أن يكون لسانه نظيفا ,
أي أن لا يكون ممن يتكلمون بالبذيء والفاحش من القول . وأما من تعود على
الكلام البذيء الفاحش فخالطه ( نعم ) ولكن لا تصاحبه
- لا تخفى على الله خافية :
قالت الأم للطفل " تقدم يا حبيبي وقـبِّـل صديقتي اللطيفةَ " , فقال الطفل
" يا أمي إنها ليست لطيفة , لأنها ضربت بابا بالأمس بقلم لما أراد أن يمس يدها " .
تعليق :
1- يجب أن نكون على يقين من أن الذي يرتكب خطيئة ( أو ذنبا أو إثما أو
معصية ) فإنه مهما أخفى ذلك على الناس فإن الحقيقة ستظهر للناس غالبا ولو
بعد حين . قد يستر الله على المؤمن المرة الأولى التي يعصي فيها اللهَ ,
ولكن إن أصر العاصي على الإثم والعدوان فإن الله سيكشف أمره للناس ولو بعد
زمان طويل , في الدنيا قبل الآخرة . ولا ننسى أن الله يعلم السر والعلن ,
وأنه لا تخفى عليه خافية , سبحانه وتعالى .
2- الطفل غالبا وهو صغير , بريء كل البراءة , وهو صادق كل الصدق , ومنه
تأتي بعض حلاوة وزينة ومتعة الأولاد الصغار . أما إذا كبروا فإن صدقهم
وبراءتهم وأمانتهم و ... سترتبط عندئذ بجملة عوامل من أهمها ( وعلى رأسها )
الإيمان الحقيقي بالله وكذا الصدق والإخلاص مع الله .
3- يجب أن يُعوَّد الأولاد على عدم الاختلاط بالنساء من الصغر , أي من قبل البلوغ , كما يجب أن يتعلموا بأنه
" ليس الذكر كالأنثى " , ويجب أن يتعلموا الحد الأدنى من الأحكام الشرعية
والآداب الإسلامية المتعلقة بغض البصر والاختلاط وما يجوز وما لا يجوز فيما
بين الرجل والمرأة . ويا ليتنا نُـعوِّد أولادَنا الذكور من الصغر ( أي من
قبل البلوغ ) على عدم مصافحة المرأة الأجنبية , ومن باب أولى على عدم مسها
أو تقبيلها على الوجه . وعلينا أن نفعل نفس الشيء مع بناتنا الصغيرات .
4- لو أن كل امرأة اعتدى عليها ( وعلى شرفها وكرامتها ) رجل أجنبي أو فقط
هم بالاعتداء عليها بقول أو بفعل , لو أنها زجرته بقوة سواء بالفعل أو
بالقول , ولو أنها لم تدخل معه في أي نقاش ولكنها تُـفهمُـه بالفعل لا
بالقول بأنها تحترمه وتقدره بقدر وقوفه عند حدود الله , فإذا تعدى على حدود
الله فلا قيمة له عندها ولا عند الله ولا عند الناس . قلتُ : لو أن كل
امرأة فعلتْ هذا مع المعتدي عليها لكانت أحوال أمتنا أفضل وأطيب وأحسن مما
هي عليه حاليا . والمرأة لطيفةٌ بإذن الله مهما تشددت مع من أراد الاعتداء
عليها وعلى شرفها , وأما " غير اللطـيفة" فهي في حقيقة الأمر المرأة التي
تُـسخط اللهَ من أجل إرضاء شهواتها وأهوائها أو شهوات وأهواء بعض الرجال
المنحرفين .
5- المجاملة والمداراة مقبولة ومحمودة ما دامت في غير معصية الله , وأما مع
المعصية فإنها تعتبر مداهنة لا مجاملة , والمداهنة نفاق والعياذ بالله ,
فلننتبه .
6- لا يجوز لي أبدا أن أطلبَ من أولادي وبناتي العفة وأنا لست عفيفا , بل
يجب أن أكون دوما وأبدا قدوة لأولادي وبناتي : قدوة عملية قبل أن أكون قدوة
قولية , لأن الفعل أبلغ بكثير من القول .
7- الرجل في الكثير من الأحيان أناني مع زوجته بحيث يتشدد مع زوجته في عدم
الاختلاط بالرجال وغض البصر أمامهم وفي عدم ملامسة الرجال وفي تجنب الحديث
الذي لا ضرورة له معهم , وأما هو , فإذا كان لا يخاف الله فإنه يبيح لنفسه
كلَّ ما حرمه ومنعه على زوجته , وهذه أنانية لا يسلم منها للأسف الشديد
الكثيرُ من الرجال .
والله أعلى , وهو وحده أعلم بالصواب
منقول