ابو امجد
تاريخ التسجيل : 23/03/2010 عدد المساهمات : 122 نقاط : 5636
| موضوع: قتل مع سبق الاسرار والترصد الثلاثاء مايو 25, 2010 2:00 pm | |
| قتل مع سبق الأصرار !!!! صحوت باكراً هذا الصباح وبنشاط غير عادي ، دخلت المطبخ لأعمل فنجان قهوة وأهديه لنفسي لقاء استيقاظها باكراً ، فليس دائماً أصحو بهذا الوقت المبكر ، ربما لأنني ببيتنا القديم وبهذه القرية الجميلة التي كانت مسقط رأس أبي وأمي رحمهما الله ، المهم أخذت فنجان القهوة وخرجت لحديقة المنزل وجلست في ركن قصي منها لأخلو بنفسي علني أتذكر شئ من الماضي الجميل ، أخذت أرتشف القهوة وأنا أبتسم ، فمذاق القهوة غريب جداً والغرابة طبعاً تكمن في يدين الفرس لأنني أنا من صنعتها ، على كل حال لن يشربها أحد غيري لأني عندها سأتعرض للسخرية فاكتفيت بصنع فنجان واحد فقط وبهذا لن أمنح الفرصة لأحد أن يسخر مني . جلست أرتشف القهوة وسرحت في ملكوت الله الواسع والزهور العطرة تملأ رائحتها الدنيا ، رأيت جمال الدنيا حتى بالجدران العارية رأيتها مكسوة بلون وردي شفاف ، والأرض خضراء يكسوها الزرع من كل صنف ولون ، وأستمعت لترنيمات موسيقية وكأنها ليست من عالمنا وكأنها آتية من عالم لا نراه ولكننا نؤمن بوجوده ونشعر به ، أدركت كم السماء بعيدة والأرض واسعة وغمرني أحساس الملهوف للحب والحياة رغبت طويلاً بلحظات كهذه لأشعر براحة الضمير وبالسعادة تدخل قلبي وهمست لنفسي هاأنذا أعود لبيتنا القديم لاشئ تغير كل شئ بمكانه لاتبديل ولا تغيير ، وأسأل نفسي هل يعيش كل إنسان قصة أو يحمل ذكري مرارة أم هناك المحظوظون الذين يعيشون أيام سعادة لاتنتهي ، أم سيأتي يوماً ما الطوفان ويغرق كل شئ جميل وينتهي بهدؤ كما بداء بهدؤ . كنت لاأعي لمن حولي ولكنني فجأة تسمرت نظراتي عليه أنه يخطو نحوي بدون خجل أو حتى أحتراماً لوحدتي ، ويعدو مسرعاً ثم يقف ليسترد أنفاسه ، وأنا أنظر إليه بخوف ورعب ، ماذا سأفعل ، هل أصرخ ، ولو صرخت فلن يسمعني أحد فمكاني بعيد وكل من البيت نيام ، وصرت ألوم نفسي على استيقاظها باكراً ، وأرتعش من الخوف وتسمرت بمكاني ، وهو لم يشفق علي ولا على وحدتي ، وأسرع أكثر وأكثر إلي أن وقف أمامي وهو واثقاً من الأنتصار ، أنه يتحداني ياألهي ماذا سأفعل أنقذني يارب فاأنا لست قوية حتي أقف بمواجهته ولست مجرمة حتى أريق دمه ، وصار يقترب أكثر وأكثر ، عندها بكل قوتي وجدت نفسي أدوسه بقدمي وأنا أقول له بكل أسف أنت البادئ والبادئ أظلم ، لقد قتلته وتفجرت الدماء حوله ، وجلست أنظر إليه بحزن وأشمئزاز ، وألوم نفسي على قسوتها ، ربما تكون له زوجة وأبناء ينتظرونه على الغذاء ، كيف يحدث هذا مني ، لقد رملت زوجته ويتمت أطفاله وجعلت أمه ثكلي وأبيه حزين كيف سيعيشون بعد موته ، وصرت أهدئ من نفسي وأقنعها فربما له أخوة سيكفلون أطفاله فهم أعمامهم والأقرب إليهم حتماً سيعطفون عليهم عندما يعلمون أن أباهم مات وهو يبحث لهم عن قوت يومهم ، أما زوجته فمجرد أن تمضي فترة العزاء ستبحث عن أخر وتتزوجه وستترك أبنائها في رعاية جدهم أو أحد الأعمام ، وفى هذه اللحظات وجدت جدي يقف أمامي بهيبته المعتادة وشخصيته الرائعة التي طالما أعجبت بها ، هرعت إليه وأرتميت في أحضانه الحنونة وأخذ يربت على كتفي بكل حنان الدنيا حتى نسيت أمر ذلك الراحل والجرم الذي أرتكبته في حقه ، وفجأة نظرت لجدي بحزن وحكيت له على كل ماحدث وعن كل مخاوفي وعن أبناء القتيل ، فصار يضحك بقوة وهو يقول أنه مجرد (( صرصار)) فلماذا كل هذا التفكير والحزن ، وكان يجب أن يقتل منكِ أو من غيرك ، فقلت له أليس هو مخلوق يشعر ويتزوج وينجب فلماذا نحكم عليه بالموت ونقتله بأيدينا ، فرد جدي بكل حنكة وحب ، ياحفيدتي الغالية لو فكر كل إنسان مثلك لملأت الصراصير الأرض وقضت علي كل مافيها لهذا فموتها رحمة لها ولنا ، وأبتسمت بكل حب لهذا الجد الطيب الحنون وأنا أهمس لنفسي ، إذاً أنا لست بمجرمة وأن كنت قاتلة وسأعتبر هذا الصرصار شهيداً للواجب لأنني دست عليه في أوقات عمله الرسمية منقوله [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
| |
|