أبوالبقاء الرندي الأندلسي
شاعر عاشَ في النصف الثاني من القرن السابع الهجري، وعاصر الفتن والاضطرابات التي حدثت من الداخل والخارج في بلاد الأندلس وشهد سقوط معظم مدن العرب في الأندلس على يد الأسبان،... وحياتُه التفصيلية تكاد تكون مجهولة، ولولا شهرة هذه القصيدة وتناقلها بين الناس ما ذكرته كتب الأدب،
لـكل شـيء إذامـاتم iiنـقصان ....... فـلا يـغر بـطيب العيش iiإنسان
هـي الأمـور كماشاهدتها iiدول.........مـن سره زمـن سـاءته أزمـان
وهـذه الـدار لاتـبقى على iiأحد ...... ولا يـدوم عـلى حـال لها iiشان
أين الملوك ذوي التيجان من iiيمن....... وأيـن مـنهم أكـاليل iiوتـيجان
وأيــن مـاشاده شـدادفي iiإرم...... وأين ماساسه في الفر س ساسان
وأيـن مـاحازه قارون من iiذهب...... وأيـن عـاد وشـداد iiوقـحطان
أتـى عـلى الـكل أمـر iiلامرد........ حـتى قضوا فكان القوم iiماكانوا
وصـار الأمر من مَلكٍ ومن مُلك ....... كما حكى عن خيال الطيف iiوسنان
كـأنما الـصعب لـم يـسهل iiل..... سبب يوماً ولا ملك الدنيا iiسليمان
فـجائع الـدنيا أنـواع iiمـنوعة...... ولـلـزمان مـسرات iiوأحـزان
ولـلـحوادث سـلوان iiيـسهلها ..... ولـما حـل بـالأسلام iiسـلوان
دهـى الـجزيرة أمر لا عزاء iiله ...... هـوى لـه أحـد وأنـهد iiثهلان
فـي الـعين في الأسلام iiفارتزأت ....... حـتى خـلت مـنه أقطار وبلدان
فـأسأل بـلنسية ماشان iiمرسية ....... وأيـن شـاطبة أم أيـن جـيان
وأيـن قـرطبة دار الـعلوم iiفكم....... مـن عـالم قد سما فيها له iiشان
وأيـن حمص وماتحويه من نزه........ ونـهرها الـعذب فياض iiوملآن
قـواعد كـن أركـان البلاد iiفما........ عـسى الـبقاء إذا لم تبق iiأركان
تبكي الحنيفية البيضاء من iiأسف....... كـما بـكى لـفراق الإلف iiهيمان
عـلى ديـار مـن الأسلام iiخالية...... قـد أقـفرت ولها بالكفر iiعمران
حـيث المسلجد قد صارت iiكنائس....... مـافيهن إلا نـواقيس iiوطـبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ....... حـتى المنابر تبكي وهي iiعيدان
يـاغافلاً وله في الدهر iiموعضة ....... إن كـنت في سنةٍ فالدهر iiيقضان
ومـاشياً مـرحاً يـلهيه iiموطنه........ أبـعد حـمص تغر المرء iiأوطان
تـلك الـمصيبة أنست iiماتقدمها ....... ومـالها مـن طوال الدهر نسيان
يـاراكبين عـتاق الخيل iiضامرة.........كـأنها فـي مجال السبق iiعقبان
وحـاملين سـيوف الهند iiمرهفة ....... كـأنها فـي ظـلام النقع iiنيران
وراتـعين وراء الـبحر في iiدعة ........ لـهم بـأوطانهم عـز iiوسلطان
أعـندكم نـباء مـن أهل iiأندلس........ فـقد سـرى بحديث القوم iiركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون iiوهم....... قـتلى وأسـرى فما يهتز iiأنسان
لـماذا التقاطع في الأسلام iiبينكم........ وأنـتـم يـاعـباد الله iiأخـوان
يـامن لـذلة قـوم بـعد iiعزتهم ........ أحـال حـالهم جـور iiوطـغيان
بـالأمس كانوا ملوكاً في iiمنازلهم....... والـيوم هم في بلاد الكفر iiعبدان
فـلو تـراهم حيارى لادليل iiلهم........عـليهم فـي ثـياب الذل iiألوان
يـارب أم وطـفل حـيل iiبينهما..... كـمـا تـفـرق أروح iiوأبـدان
وطـفلة مـثل حسن الشمس iiإذ........طـلعت كأنما هي ياقوت iiومرجان
يـقودها الـعلج لـلمكروه iiمٌكرة ......والـعين بـاكية والـقلب حيران
لـمثل هـذا يبكي القلب من كمد........إن كـان في القلب إسلام iiوإيمان