المنتخب الوطنى الجزائرى
كان على المنتخب الوطني الجزائري أن ينتظر 24 سنة بالتمام والكمال قبل أن يجد
نفسه من جديد في نهائيات كأس العالم FIFA. صحيح أن ثعالب الصحراء تمكنوا
من خطف بطولة الأمم الأفريقية 1990 بعد مشاركتهم الأخيرة في نهائيات كأس
العالم المكسيك 1986، إلا أنهم مروا بسنوات عجاف وبمرحلة طويلة من التيه
والضياع قبل أن يعودوا بهدوء وخطى ثابتة منذ بداية القرن الحالي. وها هم
اليوم باتوا يشعرون بأنهم أقوى من أي وقت مضى، ما جعل أحلام هذا الجيل
الذهبي من اللاعبين تكبر عشية حلول سنة 2010 الحافلة بموعدين كرويين
بارزين على الصعيدين العالمي والقاري.
الطريق إلى جنوب أفريقيا
قبل انتصاره على مصر (1-0) في مباراة الملحق التاريخية
يوم 18 نوفمبر\تشرين الثاني الجاري في الخرطوم، منح المنتخب الجزائري
لجماهير مشجعيه نفس القدر من السعادة والمعاناة. فإذا كان الجزائريون قد
تمكنوا من الفوز في اللقاءات الستة التي خاضوها على أرضهم (في المرحلتين
الأولى والثانية مجتمعتين)، فإنهم في الوقت نفسه سقطوا خارج معقلهم ثلاث
مرات وتعادلوا مرتين وعادوا بالنصر في مناسبة وحيدة. وضمنوا بشق الأنفس
وبأفضلية نقطة واحدة التأهل في المرحلة الأولى عن مجموعة متواضعة تضم
السنغال وجامبيا وليبيريا. وأنهى ثعالب الصحراء مرحلة التصفيات الثانية
والأخيرة متقدمين بفارق ثماني نقاط على زامبيا وإحدى عشر نقطة على رواندا
لكن بالتعادل في كل شيء مع الفراعنة، الأمر الذي استوجب خوض مباراة حسم
إضافية بين المنتخبين في بلد محايد.
المدرب
بعد مشواره المتواضع لاعبا لكرة القدم في وطنه الجزائر
وخارجه في فرنسا لفترة وجيزة، ارتمى رابح سعدان بسرعة في عالم التدريب ولم
يتأخر في الالتحاق بالاتحاد الوطني الجزائري كمسؤول عن منتخبات الفئات
الصغرى. وفي عام 1982 كان رابح سعدان ضمن أفراد طاقم تدريب المنتخب الذي
تأهل إلى نهائيات كأس العالم أسبانيا 1982 FIFA قبل أن يتحول أربع سنوات
بعد ذلك إلى المدير الفني للمنتخب، إلا أنه سرعان ما أقيل من المنصب دافعا
ثمن إخفاقه في المونديال. وعاد من جديد إلى تدريب المنتخب الوطني عام 1999
و2003\04 ثم عام 2007 حيث مازال في المنصب حتى الآن. وعلى رأس الإدارة
الفنية للنوادي تمكن هذا الستيني المعروف برباطة الجأش من خطف دوري أبطال
أفريقيا مع الرجاء البيضاوي عام 1989 ولقب رابطة الأبطال العرب مع وفاق
سطيف عام 2007.
نجوم الفريق
يعد عنتر يحيى صاحب هدف التأهل في شباك المرمى المصري
أحد ركائز الدفاع في تشكيلة الخضر إلى جانب ماجد بوغرة ونادر بلحاج علاوة
على حارس المرمى لوناس قاواوي ولو أن حارس المرمى البديل فوزي الشاوشي
لديه المؤهلات الكافية لقلب الأدوار. بيد أن أبرز عناصر المنتخب توجد في
خط الوسط مثل صانع الألعاب والقائد يزيد منصوري وكريم زياني ومراد دلهوم
وكريم مطمور، الذي يفرض نفسه شيئا فشيئا في مركز ظهير أيمن بارع وإن كان
يلعب في الأصل مهاجما.
سجل المشاركة في كأس العالم FIFA
تمثل مشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم
جنوب أفريقيا 2010 FIFA ثالث حضور له في المونديال، علما أنه لم يتمكن حتى
الآن من تجاوز دور المجموعات. ورغم ذلك دخل المنتخب التاريخ في نسخة 1982
بفوزه على كل من جمهورية ألمانيا الاتحادية (2-1) وتشيلي (3-2) ولو أنه
سقط ضد النمسا (0-2). وبعد ذلك بأربع سنوات لم يتمكن الفريق بقيادة رابح
سعدان من خطف سوى نقطة واحدة من تعادل أمام أيرلندا الشمالية (1-1) فيما
خسر ضد كل من البرازيل (0-1) وأسبانيا (0-3).
الألقاب
لقب واحد لكأس الأمم الأفريقية 1990.
تصريحات…
رابح سعدان، مدرب المنتخب الجزائري: "تأهلنا سيسمح للبلد
بالعودة إلى الساحة الدولية. إنه لمن دواعي سعادتي بل وشرف أيضا أن أكون
وراء تحقيق ذلك. لقد تأثرت برؤية السعادة التي جلبناها لشعبنا. فهذا مثال
رائع يجب أن يقتدي بها الشباب