يابنت شيخ بن شيخ ومناح خيرة اشــــــواله
ويابنت خباط للسيف اليا صار الخزز فى ايباله
هذه الأبيات فى مديح فتاة عن طريق مدح والدها وهو أسلوب راقى يتمتع به
المأثور من شعرنا الشعبي ،فى البيت الأول "يابنت شيخ بن شيخ" والدها شيخ
وجدها شيخ يعنى "بنت أصل" ،ومناح خيرة اشواله كناية عن كرم الوالد الذى
يمنح "خيرة اشواله" "اشواله" الإبل الشوايل ،والشايلة هى الناقة الوالدة
حديثاً وخيرة اشواله هى الشايلة كثيرة الحليب... فيمنحها ويؤثر غيره على
نفسه.
البيت الثانى روعته لا توصف وهو يصف فروسية والدها وشجاعته "يابنت خباط
للسيف" يعنى ضرباته فى الأعداء قوية ،"اليا صار الخزز فى ايباله" ايباله
يعنى إبله ،صار الخزز فى ايباله أي هاجم العدو إبله فى تلك اللحظة تظهر
بطولته فهو مقدام لا يشق له غبار.
فتاة هذه صفات والدها لا يمكن إلا أن تكون ذرة نفيسة.
مريضة ومانى مريضة ومانى سليمة جواجى
وعندى عقل ياخوى عصران على العيب ماهوش راضى
البيت الأول يضيء لشدة جماليته وتحكمه اللغوى العالى "مريضة ومانى مريضة"
تصف حالها بأنها مريضة أي لديها ماتعانيه ،لكنها أيضاً ليست مريضة لأنها
لاتعانى مرضاً جسدياً معيناً ،"ومانى سليمة جواجى" الجواجى هى باطن الجسد
أي داخلها ليس سليماً كناية عن الألم النفسي.
تلمّسوا قوة التعبير والاعتداد بالذات فى بيتها الثانى "وعندى عقل ياخوى
عصران" تناجى أخيها بأن عقلها "عصران" العصر هو عزة النفس ، "على العيب
ماهوش راضى" أي عقلها لشدة عزة نفسها وترفعها لا يمكن أن ينزلها إلى منازل
الخطأ والعيب .
أنا صوف مانى قرندوف ومانى صبيغة أجدارى
وأنا زينة وللزين نختار والعفن ماهو مقــــامى
بصراحة هذا البيت أعجبنى لدرجة لا توصف وهو جميل جداً وقوى وقديم جداً ...
لا تنسى أخى القاريء أن هذه الذرر من مأثورنا يصل عمرها الزمنى إلى
ثلاثمائة وربما أربعمائة سنة أو أكثر ... بقيت لجمالها وقوتها تتناقلها
الأجيالكما يورث العقد النفيس الذى لايزيده مرور الزمن إلا جملاً وبريقاً.
أنا صوف مانى قرندوف .. تصف القائلة نفسها بأنها "صوف" وهو اللين الرقيق
من صوف الخرفان الذى يسهل غزله كناية عن جمالها ورقتها ،"مانى قرندوف"
القرندوف هو الصوف الرديء الخشن الذى يصعب غزله وهو نخالة الصوف التى يتم
رميها بعد طرق الصوف أي أنها ليست غرندوف أي ليست شينة أو قاسية ولا سيئة .
ومانى صبيغة أجدارى كناية عن أصلها العريق.
فى البيت الثانى صرحت القائلة عن نفسها "أنا زينة" كلمة زينة تحمل فى
طياتها كل الصفات الجيدة التى يمكن أن تتمتع بها الفتاة من جمال وخلق وطيب
أصل ، "وللزين نختار" أي أنها لا يمكن أن تختار السيء من الرجال وإنما
خيارها هو النخبة الزين مثلها ، والعفن ماهو مقامى أي الرديء السيء لا
أختاره ولا أنزل لمنازله .
ودك الحرة رزينة رشادات منقع سوانى
مايهزهزنها كلامات ولا ايحيرنها معانى
هذه الأبيات من أدق وأجمل ماوصفت به "بنت الأجواد" .. ودك الحرة رزينة أي
المفروض أن تكون الحرة ثابتة فى تصرفاتها تحسب ألف حساب لأقوالها وأفعالها
، ليست خفيفة متسرعة سهلة الانقياد للخطأ.
رشادات منقع سوانى ،أنظروا لروعة التشبيه بين رزانة الحرة و"رشادات منقع
سوانى" وهو الأحجار الثقيلة الصلبة التى تثبت فى السانية ولا تتحرك من
مكانها مهما مر عليها من الدهر.
"مايهزهزنها كلامات ولا ايحيرنها معانى " رائع هذا الشطر من البيت ،أي
أنها لا تتأثر أو تنهز من كلمة يقولها عابر أراد استفزازها وتمر كأنها لم
تسمعها ، ولا ايحيرنها معانى أي لاتقضى وقتها تفكر لما فلان قال كذا وماذا
يقصد علتان من كذا وإنما تتعاطى مع الحقائق والوقائع بنفس راضية ثابتة
معتدة.
هذه الحرة قادرة على مواجهة نوايب الدهر مهما جار عليها كما حصل مع جداتنا وأمهاتنا فما أكثر ما احتملن وصبرن.
اللى زرع ثومة يحصــــد ثومة
واللى زرع وردة اينال شمومه
أبيات خفيفة صريحة جميلة تصف مفارقة بين حالتين الأولى "اللى زرع ثومة" من
أساء اختيار زوجته لا ينتظر إلا "يحصد ثومة" هذا حصاده سواءً فيها أو فى
ذريتها واستخدم الثوم لكراهة رائحته وتشبيه الزوجة السيئة به.
والثانية "واللى زرع وردة" هذا من فاز ب"خير متاع الدنيا وهى المرأة
الصالحة" كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام فى الصحيحين "اينال شمومه"
وما أكثر ما ينال زارع الورد من طيب وعطر وجمال وهى كناية عن حسن معاشرتها
وصلاح ذريتها.
وأخيراً أختم بهذه الرباعية ...
انوصيك نا يابن أمى بنت الـــــردي ماتونـــــس
وانشد على بنت الأصول كيف الكحيل المجنس
هذه الفتاة توصى أخاها وتستخدم وصف محبب للقلب "يابن أمى" الذى هم بالبحث
عن شريكة حياته فتقول له "بنت الردى ماتونس" يعنى من ساء منبته ساءت فروعه
،أي لا تختار بنت رجل سيء لأنها "ماتونس" لا تطيب معاشرتها لك فالرديء لا
يمكن أن يحسن تربية ابنته على الأخلاق الكريمة ففاقد الشيء لا يعطيه.
"وانشد على بنت الأصول " تحرى بنت الأصول "كيف الكحيل المجنس" الكحيل
المجنس هى من أجود أنواع الخيل "معروف أن الخيل تنسب لأصولها كالبشر
تماماً" وهذا تشبيه لبنت الأصول بالفرس الأصيلة وما أبدع هذا التشبيه.
تحـــياتى
if (window.Event)
document.captureEvents(Event.MOUSEUP);
function nocontextmenu()
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
function norightclick(e)
{
if (window.Event)
{
if (e.which == 2 || e.which == 3)
return false;
}
else
if (event.button == 2 || event.button == 1)
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
}
document.oncontextmenu = nocontextmenu;
document.onmousedown = norightclick;