قرأت ذات مرة
وبحسب ما تُسعفني بهِ الذاكرة
أن جنديا فرنسياً وآخر انكليزياً التقيا كل منهما بسيارته العسكرية
في وسط جسر لايسمح إلاّ بمرور سيارة واحدة
وكان لابد من رجوع أحدهما الى الوراء لكي يمر الآخر
ولكن كلا الرجلين أراد المرور أولاً فظلاّ متوقفين دون أن يتنازلا عن هذا الحق
ودون أن يتفوها بكلمة
ولكي يعبّر الفرنسي عن عناده وصبره وطول باله كما يقال
أخرج كتابا ووضع أحدى رجليه فوق الأخرى وراح يقرأ الكتاب من بدايته
وهو يريد بذلك أن يجعل الانكليزي ييأس ويشعر بالضيق والملل ومن ثم يتراجع ويسمح له بالمرور
فماذا فعل الانكليزي
،
،
قال له
أرجو أن تعيرني الكتاب من بعدك لكي أقرأه
وهنا
وجد الفرنسي أن ذلك سيستمر لساعات أخرى بل لافائدة من المطاولة
فتراجع بسيارته ليسمح للانكليزي بالمرور أولاً
،
في برامج الكاميرا الخفية الأجنبية
نشاهد أقوى المقالب تحصل من دون أن تثور ثائرة أحدهم
وفي برامج الكاميرا الخفية العربية
نجد حتى الجنس اللطيف يثور ويضرب ويركل
ولاتسلم الصحون لتصبح أطباقاً طائرة
وكل شوي يتم قطع الصوت بنغمة بما يعني أن هناك كلمة غير لائقة خرجت
،
اعتاد العالم الغربي على استفزازنا
لأنهم قرأونا جيداً
وعرفوا أننا يمكن أن نثور من دون أن نحسب الحسابات الواقعية
لقوتنا وقوتهم
وبذلك نقع في مصيدة التسلل
ووفق المقولة الشهيرة التي يرددها العرب ويفتخرون بها
( العربي لاينام على ضيم )
ولكن بسبب هذه الجملة
وبسبب التهور والرد السريع الغير مدروس
صار العربي ينام على الضيم أربعين عاماً وبشخير يغطي مدىً يصل
من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي
يعني بالعامي
فيك تأمن اتصال طول الليل والنهار بلا انقطاع وبشبكة كاملة
،
فهل ترى أخي العربي
أن النوم على الضيم ليوم أو يومين أو سنة أفضل
إن كنت لاتملك من القوة ماتحقق به النصر وتنتظر لحين التمكين
أليست هذه السياسة والدبلوماسية ؟
أم لازال الدم يغلي في العروق لنرد دون دراسة أو تحمل
وثم نقبع تحت الضيم سنين طوال
؟
لو كنت مكان الانكليزي على الجسر
ماذا كنت ستفعل
؟
ولكي نعرف درجة غليان دمك
س
أنتظر لأستفيد